التكنولوجيا
وأطفالنا... مع وضد من المفرح حقا أن نجد اليوم معظم أطفالنا ممن يستخدمون
التكنولوجيا أكثر ذكاء من ناحية استخداماتها مما كنا نحن عليه في سنهم،
ولكن المحزن أيضا أنه في الكثير من الحالات نجد أن هذه التكنولوجيا قد
سيطرت على حياتهم، وأن الكثير من الآباء لا يدركون التأثيرات السلبية سواء
على صحة أبنائهم الجسدية أو الاجتماعية أو النفسية أو حتى أمنهم الشخصي.
أنا لا أدعو إلى أن نبعد أبناءنا عن التكنولوجيا ولكن ما أطالب به كأولياء
أمور بأن نحرص على تقنين هذه الاستخدامات ومراقبة احتكاكهم بها، فلنأخذ
مثالا لذلك تعامل الطفل مع الحاسوب، يجب ألا يترك معه في مكان لا توجد به
حركة دائمة كغرفة النوم بل في غرفة بحيث يستطيع ولي الأمر أن يتابع فيها
ما يقوم به الطفل ولو من بعيد، ثم يجب تحديد أوقات أو ساعات الاستخدام
وتشجيعهم على الخروج في أوقات تكون فيها الشمس غير ضارة من أجل تغذية
وتقوية عظامهم التي هي في طور النمو وبأمس الحاجة للفيتامين "د" الذي
تتشربه العظام من أشعة الشمس، وتشجيعهم على اللعب والحركة من أجل حمايتهم
من السمنة وأعراضها الضارة على صحتهم والتي بدأت تغزو أجساد الغالبية منهم
خاصة مع انتشار مطاعم الوجبات السريعة وعروضها المغرية التي لا تنتهي، ومع
افتقار غالبية مدارسنا للبرامج الرياضية والصحية، ولا ننسى أهمية تعلم
كيفية التعامل مع الأقران وقراءة تعابير الوجه وقراءة الرسائل التي ترسلها
لغة الجسد، كلها مهارات اجتماعية بحاجة أن تنمى من قبل الأطفال كي
يستطيعوا فيما بعد التعامل مع الغير على أرض الواقع، وليس على ذبذبات
الأثير، إنها الحياة ويجب أن يتعلموا كيف يعيشونها لا أن يتقوقعوا في غرف
التشات وصفحات الإنترنت، والرسائل القصيرة التي يعلم الله ما قد تحمله من
سموم.
ما أريد أن أوضحه هنا أن الإنترنت والإلكترونيات وأجهزة الاتصال، يمكن أن
تكون أدوات رائعة للتلاميذ فيما لو استخدمت الاستخدام الصحيح الآمن، لأنه
وبالرغم من أن معظم الذين يستخدمونها لا يمتلكون النوايا الخبيثة لا يمنع
تواجد أنواع من البشر ممن يعيشون على أذية الغير ويتلذذون في تلويث براءة
الأطفال أو إرهابهم، ومنهم أطفال مثلهم يفعلونها من أجل التسلية والترفيه،
وهي تعتبر مشروع جريمة إن لم تكن الجريمة بعينها، ولكن الفارق أنها تتم
على أيدي قُصَّر! وهنا يأتي دور المتابعة والملاحظة لسلوكيات الطفل وتتبع
أي تغير سلبيا كان أم إيجابيا، فنحن لا نعلم ما يرسل عن طريق الرسائل
القصيرة أو الصور أو من يهاجمهم بشراسة تحت غطاء اسم مجهول كي ينتقم أو
يرعب، وبالتأكيد لا نريد أن تمرر له أحاديث وموضوعات لا تصلح لسنه أو
تتعدى على الأخلاقيات والمثل التي نعمل على بنائها. كيف تتابع؟ مثلا في
حالة أجهزة الاتصال عن طريق الفاتورة، متى تتم المراسلات أي توقيتاتها
والأرقام التي تستخدم، أنا لا أقول أن تتحول إلى أرسين لوبين أمام أطفالك
ولكن حين تراقب وتجد تغيرا في السلوك ستجد ما يدعو إلى الحذر والمتابعة.
إنها الحاسة الفطرية التي منحنا إياها رب العالمين حين يرن ذاك الجرس
داخلك لينبهك إلى وجود خطر ما، لا تهمله بل قم بكل ما تملكه وتعرفه من طرق
للتوصل لمعرفة ما يجري مع أبنائك، فإنك بهذا تحمي مستقبلهم وتحميهم من
الأذية، ولكن دائما وأبدا تحدث معهم وحاورهم أولا ففي غالبية الأحيان تصلك
المعلومة منهم أولا إن أنت عرفت كيف تسأل وعرفت كيف تتماسك وتكون ردة فعلك
طبيعية كي لا يتهربوا من مشاركتك بما يحدث في عالمهم مرة أخرى.
نحن كمجتمع مسؤول عن تربية أطفال وشباب المستقبل، ويتعين علينا أن نكون
يقظين أكثر من الطرق التي يتفاعل بها أطفالنا مع أي نوع من أنواع
التكنولوجيا ليس فقط لتواجد تهديدات واضحة لصحتهم الجسدية ونموهم
الاجتماعي والنفسي، ولكن لحمايتهم مما خفي منها وهو الأخطر، وعليه وجب
توخي الحذر إزاء جميع أنواعها.
منقووووول
موضوع: التكنولوجيا و اطفالنا مع و ضد 
الخميس مارس 04, 2010 1:19 pm